دمار في حي البسطة.. الغارات الإسرائيلية تودي بحياة الأبرياء وتصدم سكان بيروت

دمار في حي البسطة.. الغارات الإسرائيلية تودي بحياة الأبرياء وتصدم سكان بيروت
انتشال ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان

استيقظ سمير، البالغ من العمر 60 عامًا، على دوي صواريخ هزت حي البسطة الشعبي في بيروت، ظنًا أن الغارة الإسرائيلية استهدفت المبنى الذي يسكنه وسط حالة من الذعر، فيما يشاهد أسرته وهي تواجه رعب الانفجارات وصراخ الأطفال والنساء.

واستشهد 11 شخصًا وأُصيب 63 آخرون بجروح في غارة إسرائيلية فجر السبت، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، حيث استهدفت الغارة مبنى سكنيًا مكونًا من ثمانية طوابق وسط العاصمة، في منطقة مكتظة بالسكان، تعرضت للقصف للمرة الثانية منذ بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل قبل شهرين.

قال سمير، الذي يقطن في المبنى المقابل للمبنى المستهدف: "كنا نائمين وسمعنا ثلاثة إلى أربعة صواريخ، شعرت كأنهم قصفوا بنايتنا"، وأضاف بتأثر: "نظرت إلى الجدران وشعرت أنها ستنهار فوقنا".

فرّ سمير وزوجته وطفلاه خلال الليل، تاركين خلفهم كل شيء.

جهود الإنقاذ

 صباح السبت، تجمع سكان الحي في حالة من الصدمة أمام المبنى المدمر، بينما استمرت جهود الإنقاذ وانتشال الضحايا، وأظهرت مشاهد الجرافات وهي تزيل الأنقاض، بينما أُصيبت المباني المجاورة بأضرار جسيمة جراء الهجوم.

وتبذل عناصر الدفاع المدني جهودا كبيرة لاحتواء تداعيات العدوان الإسرائيلي على بيروت من عمليات إنقاذ ورفع الأنقاض وتقديم الإسعافات الأولية للجرحى والمصابين. 

واستقبل حي البسطة المكتظ بالسكان نازحين من معاقل حزب الله في جنوب لبنان وضاحيته الجنوبية، بعد تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية منذ أواخر سبتمبر.

قال سمير، متأثرًا بالمشهد المروع: "رأيت جثتين على الأرض، بدأ طفلاي يبكيان، ووالدتهما لم تستطع التوقف عن البكاء".

تعرّضت بيروت لأربع غارات دامية منذ الأحد الماضي، أسفرت إحداها عن مقتل مسؤول إعلامي في حزب الله، وذكرت مصادر أمنية أن الغارة الأخيرة استهدفت قياديًا بارزًا في الحزب.

صدمة السكان وآثار الغارات

روى صلاح، وهو أب لطفلين يسكن في الحي نفسه: "هذه المرة الأولى التي أستيقظ فيها وأنا أصرخ من الخوف، المشهد كان مرعبًا وأصوات الأطفال تصدح في الأرجاء".

بعد الغارات، أرسل صلاح عائلته إلى طرابلس شمال لبنان خوفًا على سلامتهم، ورغم خططه لإعادتهم قبل بدء المدرسة، قرر إبقاءهم بعيدًا عن العاصمة بسبب المخاطر المتصاعدة.

واقع مأساوي

رغم الأوضاع الصعبة، أصرّ سمير على العودة إلى منزله قائلًا: "ليس لدينا خيار آخر. سنعود إلى البسطة، كل أقاربي مهجرون، ولا مكان آخر لنا".

وكان رئيس دائرة المستشفيات في وزارة الصحة اللبنانية هشام فواز، قال، في وقت سابق اليوم السبت، إن الغارات الإسرائيلية تضع ضغطا إضافيا على عمل القطاع الطبي في البلاد.

وأسفرت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل أكثر من 3650 شخصًا في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية